نام کتاب : صفات الله عند المسلمين نویسنده : حسين العايش جلد : 1 صفحه : 41
الثقاة يضطر إلى التأويل في بعض الموارد وحمل اللفظ على غير معناه الظاهر لأن في حمله على ظاهره محذورا لا يمكن الالتزام به ، والشيعة والمعتزلة وكثير من أهل الحديث لا يقبلون حمل هذه الروايات على الظاهر . ولهذا لم يقولوا بوجود صفات لله اسمها الصفات الخبرية ، لأن الله تعالى أخبر بها وأدرجوا هذا القسم الثابت بروايات لا أسانيد صحيحة لها في الصفات السلبية ، وما ثبت بسند صحيح فهو محمول على الاستعمالات العربية في مثله ، ولا يؤخذ بما ينافي العقل من كون الله تعالى يرى ، أو أنه يضحك ، أو له رجل يضعها في النار ، أو أنه ينزل كنزول ابن تيمية من منبره . . . إلى غير ذلك مما ينافي العقل الذي ركز القرآن الكريم والسنة على الاستضائة بنوره ، وإليك ما أفاده علماء الشيعة في صفات الجلالة ، قال الشيخ المفيد : ( إن الله عز وجل واحد في الإلهية والأزلية ، لا يشبهه شئ ولا يجوز أن يماثله شئ ، وأنه فرد في المعبودية لا ثاني له على الوجوه كلها والأسباب ، وعلى هذا إجماع أهل التوحيد إلا من شذ من أهل التشبيه ، فإنهم أطلقوا ألفاظه وخالفوا في معناه ) [1] وأنه لا يصح رؤية الباري بالأبصار وبذلك شهد العقل ونطق القرآن وتواتر الخبر عن أئمة الهدى ) [2] . وأول ( رحمه الله ) جميع الألفاظ الدالة على التجسيم تبعا للشيخ الصدوق في تصحيح الاعتقاد ، فقد أفاد الصدوق في قوله تعالى : ( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود ) ( سورة القلم : آية 42 ) إن الساق وجه الأمر وشدته . وقال الشيخ المفيد : ( يريد به يوم القيامة ينكشف فيه عن أمر شديد صعب عظيم وهو الحساب والمداقة ، فعبر عن الشدة بالساق وكذلك قالت العرب فيما عبرت به
[1] أوائل المقالات ، ص 17 . [2] نفس المصدر ، ص 23 .
41
نام کتاب : صفات الله عند المسلمين نویسنده : حسين العايش جلد : 1 صفحه : 41