نام کتاب : صفات الله عند المسلمين نویسنده : حسين العايش جلد : 1 صفحه : 4
كفرت بموجب الحديث المتقدم ، ولذا قال العلامة الشيخ جمال الدين القاسمي الدمشقي في رسالته الجرح والتعديل بعد ذكر الشيعة واحتجاج مسلم بهم في صحيحه ما هذا لفظه : ( لأن مجتهدي كل فرقة من فرق الإسلام مأجورون أصابوا أم أخطأوا بنص الحديث النبوي ) . وقد تكلم الشيخ رشيد رضا في مناره ( ص 44 ج 17 ) فقال : ( إن أعظم ما بليت به الفرق الإسلامية رمى بعضهم بعضا بالفسق والكفر مع أن قصد كل الوصول إلى الحق بما بذلوا جهدهم لتأييده واعتقاده والدعوة إليه ، والمجتهد وإن أخطأ معذور ) وقد أفاض في ذلك ، فراجع مناره . ولو أردنا استقصاء ما ورد في هذا المجال لخرجنا عما رسمناه لهذه الرسالة من الإيجاز ، إلا أن ما تقدم - من أن الخلاف لا يوجب التكفير والتفسيق - هو رأي علماء الإسلام الذين ليس لهم هدف طائفي ، ولم ينغلقوا على أنفسهم بفكر ضيق ، أما من سيطرت عليهم العصبية وهم ليسوا قليلين ، فقد سلكوا مسلكا آخر ، وكأن همهم الوحيد هو شق الصف الإسلامي وتشتيت كلمة المسلمين في وقت هم في أمس الحاجة إلى توحيد كلمتهم لما يحيكه الأعداء ضدهم ، وفي الآونة الأخيرة نشط بعض ممن يدعي العلم في هذا المجال وأخذ يسجل كلامه على أشرطة مسموعة ويبثها بين العوام من الأمة [1] . فأشار في شريط إلى أن الشيعة معطلة ، وأنها لا تقول بوجود صفات لله وتجرده عن صفاته - معاذ الله عما يقوله - وأحببت أن أضع النقاط على الحروف في هذه المسألة وإن كنت أعلم أنه لن ينتهي المطاف بذلك ، وستردد هذه المسألة - وغيرها من المسائل التي هي مورد اختلاف بين مذاهب المسلمين الكلامية - من قبل الكثير من أمثاله من أصحاب النفوس المريضة ، إلا أنه قد يظن البعض ( إذا لم يرد عليه إنما