نام کتاب : صفات الله عند المسلمين نویسنده : حسين العايش جلد : 1 صفحه : 27
ينزل إلى سماء الدنيا في كل ليلة [1] تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . وهنا يمكن أن يتسائل المؤمن : هل أن الله قادر على أن يجيب العبد قبل نزوله إلى سماء الدنيا أم لا . . ؟ فإن قيل : قادر ، فأي معنى لهذا النزول ؟ بل يكون عبثا ، وإن قيل لا يقدر على ذلك ، فقد ناقضوا أنفسهم من كونه تعالى قادرا على كل شئ ، كما نطق القرآن بذلك ، وإليك بعض ما يصرحون به مما يلزم منه التجسيم أو هو صريح فيه : أولا - الله تعالى في السماء : وقد أوردوا بعض الأحاديث كقوله ( ص ) : ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ) [2] ثم إنهم قالوا بتأويلات لبعض آي القرآن المنافية للتجسيم ، وقبلوا البعض الآخر الصريح فيه ولو أوردها غيرهم مأولا لها بما ينافي التشبيه لرفضوا ذلك منه ، فقد قالوا في : ( الرحمن على العرش استوى ) إن معناه على ما قاله أبو العالية ونقل عن البغوي عن بعض المفسرين إن معناه ارتفع [3] . ويريدون به العلو والارتفاع الحسى ويقع المسلم هنا في حيرة ، فلا يستطيع أن يوفق بين الأحاديث المتقدمة من أن الله تعالى في السماء ، وإنكارهم بأن قول من يقول إنه ليس في السماء ليس بشئ وبين الرحمن على العرش استوى بمعنى ارتفع إلى السماء ، فكيف يعقل أن يكون في السماء وأن يكون ليس في السماء ؟ وإنما ارتفع إليها بحسب فهمهم من قوله تعالى : ( الرحمن على العرش استوى ) وكيف يعقل أن يكون لله وجه ويدان وعين [4] .
[1] نفس المصدر ، ص 45 . [2] علاقة الاثبات والتفويض ، ص 47 . [3] علاقة الاثبات والتفويض ، ص 40 - 47 - 48 . [4] علاقة الاثبات والتفويض ، ص 58 .
27
نام کتاب : صفات الله عند المسلمين نویسنده : حسين العايش جلد : 1 صفحه : 27