نام کتاب : صفات الله عند المسلمين نویسنده : حسين العايش جلد : 1 صفحه : 26
وقد كان هذا الذي سماه الله وحيدا له عينان ، وأذنان ، ولسان ، وشفتان ، ويدان ، ورجلان وجوارح كثيرة ، فقد سماه الله وحيدا بجميع صفاته ، فكذلك الله وله المثل الأعلى وهو بجميع صفاته إله واحد [1] . واستدل بالآيات القرآنية مثل ( الرحمن على العرش استوى ) بأن الله فقط على العرش وليس في كل مكان ، وأول الآية الكريمة ( هو الله في السماوات وفي الأرض ) بمعنى أنه إله من في السماوات والأرض [2] . وهذا الكلام نص في أن الله تعالى كالإنسان له مكان يحويه وهو عرشه ، وله جميع الجوارح التي للإنسان من اليدين والرجلين ، بل يصرح أنه تعالى كرجل بنى بيتا فهو مطلع على ما في البيت دون أن يكون في داخل البيت [3] . إلا أن ما يلفت الانتباه ويثير تعجب الإنسان أنه لماذا لا يرضى الإمام أحمد للغير أن يؤول بعض آيات القرآن ويرجعها إلى المحكمات كقوله تعالى : ( ليس كمثله شئ ) ويسوغ لنفسه تأويل الآيات التي تخالف رأيه ، فقوله تعالى : ( وهو الله في السماوات وفي الأرض ) يؤوله بإله من في السماوات ومن في الأرض [4] . وهذا التأويل صحيح منه وإن كان يتنافى مع التجسيم الذي يذهب إليه ، ولا يرون أي تناف بين تنزيه الله تعالى وإثبات سائر صفات البشر له تعالى ، ويقرون بصحة الأحاديث الواردة على ظاهرها دون تأويل لها ، ويقولون : إن الله يضحك ، فقد سأل أبو رزين العقيلي النبي ( ص ) قائلا : أو يضحك الرب ، قال : نعم [5] وأيضا