نام کتاب : صفات الله عند المسلمين نویسنده : حسين العايش جلد : 1 صفحه : 22
درويش الحوت البيروتي : إن جماعة من الحنابلة وقعوا في ورطة التجسيم وحملهم على ذلك زعمهم أن الإمام أحمد يمنع التأويل ، ثم قال : فيا ليتهم حيث قلدوه في منع التأويل كانوا قلدوه في وجوب التنزيه ، لكنهم تبعوه في بعض وخالفوه في بعض ، ثم أضاف بأن التأويل ليس ممنوعا فإنه جرى عليه كثير من أهل السنة من المذاهب الأربعة . ونقل المعلق على الكتاب خلاف ما ذهب إليه المجسمة عن أحمد . وقال : يكفي في تبرأت الإمام أحمد ما نقله الإمام أبو الفضل التميمي رئيس الحنابلة ببغداد وابن رئيسها عن أحمد ، قال : ( أنكر أحمد على من قال بالجسم ، وقال : إن الأسماء مأخوذة من الشريعة واللغة ، وأهل اللغة وضعوا هذا الاسم إلى ذي طول وعرض وسمك وتركيب وصورة وتأليف والله سبحانه وتعالى خارج عن ذلك ، ولم يجئ في الشريعة ذلك فبطل ) نقله البيهقي عنه في مناقب أحمد ، وأضاف أنه ثبت عن الإمام أحمد أنه أول لما روى البيهقي في كتاب مناقب أحمد عن حنبل ابن إسحاق قال : سمعت عمى أبا عبد الله - يعني الإمام أحمد - يقول : احتجوا على يوم أذن - يعني يوم نوظر في دار أمير المؤمنين - فقالوا تجئ سورة البقرة يوم القيامة ، وتجئ سوره تبارك ، فقلت لهم : إنما هو الثواب ، قال الله تعالى : ( وجاء ربك ) إنما تأتي قدرته ( أي أثر قدرته ) وإنما القرآن أمثال ومواعظ ، وقد قال البيهقي : وهذا إسناد صحيح لا غبار عليه [1] . ومن خلال هذا النقل الذي صححه البيهقي يتضح لنا بأن أحمد عدل عن آراءه السابقة في التجسيم ، وأن الاستدلال السابق بأن التركيب من يدين ، ورجلين ، وشفتين ، لا ينافي الوحدة كما سمى الله الرجل الكافر واحدا ، مع أنه مركب لا يراه أحمد هنا ويرى أن استعمالات القرآن ينبغي أن تحمل على ما يتلائم مع الذوق
[1] رسائل في بيان عقائد أهل السنة والجماعة ، ص 31 - 32 .
22
نام کتاب : صفات الله عند المسلمين نویسنده : حسين العايش جلد : 1 صفحه : 22