لهذه الأمة كما يقوله البعض عيداً يعيشون فيه السرور والبهجة ، بمختلف الأشكال وعلى جميع الصعد ، وهو يوم عاشوراء . يوم استشهاد ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسبطه ، وأحد الأئمة بعده وهو الحسين الشهيد صلوات الله وسلامه عليه ، وعلى العشرات الذين استشهدوا معه في كربلاء . حيث اتخذ بنو أمية ، وكذلك بنو أيوب يوم عاشوراء يوم سرور يوسعون فيه على عيالهم ، ويختضبون فيه ، ويزورون القبور ، وينبسطون في المطاعم ، ولبسوا الجديد ، وتزينوا واكتحلوا ، وتبخروا ، وأقاموا الولائم والضيافات ، وأطعموا الحلاوات والطيبات ، وجرى الرسم في العامة على ذلك أيام ملكهم ، وبقي فيهم بعد زواله عنهم كل ذلك ليرغموا آناف شيعة علي بن أبي طالب ، الذين يتخذون هذا اليوم يوم عزاء وحزن على الحسين بن علي [1] . وزعموا أن الاكتحال في هذا اليوم يمنع من الرمد في تلك السنة [2] والاغتسال فيه يمنع من المرض في ذلك العام . ومن وسع فيه على عياله وسع الله عليه سائر سنته [3] ومزاعم أخرى من هذا القبيل [4] . قال المقريزي : « وقد أدركنا بقايا مما عمله بنو أيوب من اتخاذ عاشوراء يوم سرور وتبسط » [5] .
[1] راجع الكنى والألقاب ج 1 ص 431 ، والحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري ج 1 ص 137 ، 138 عن الآثار الباقية ط أوروبا ص 329 ، والخطط والآثار ج 1 ص 490 ، وعجائب المخلوقات ( مطبوع بهامش حياة الحيوان ) ج 1 ص 115 ، وراجع : نظم درر السمطين ص 230 وراجع ص 228 ، 229 ، وراجع : الصواعق المحرقة ص 181 / 182 واقتضاء الصراط المستقيم ص 301 ، والمدخل لابن الحاج ج 1 ص 291 - 290 . [2] عجائب المخلوقات ( مطبوع بهامش حياة الحيوان ) ج 1 ص 115 ، ونظم درر السمطين ص 230 . [3] نظم درر السمطين ص 230 . [4] راجع المدخل لابن الحاج ج 1 ص 291 - 290 . [5] الخطط والآثار ج 1 ص 490 والحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري ج 1 ص 138 عنه .