بداية : لا نريد في هذا الفصل أن نتحدث عما شجر فيما بين الصحابة ، بصورة تفصيلية ، ولا نريد أيضاً : أن نذكر آراء الصحابة في بعضهم البعض ، فإن ذلك يفوق حد الحصر ، والإحصاء ولا نجد الفرصة الكافية لذلك فعلاً . كما أننا لا نرغب بالإلماح إلى المخالفات لأحكام الشرع ، التي كانت تصدر عن كثيرين منهم . مما احتفظت لنا كتب التراث ببعضه وهو كثير جداً رغم السياسات التي كانت تقضي بعدم تسجيل شيء من ذلك . ولا نريد أيضاً أن نتحدث ، لا إجمالاً ولا تفصيلاً عما يسمى بحروب الردة ، التي قتل في أكثرها مسلمون أبرياء . لا ذنب لهم إلا عدم الاعتراف بشرعية الخلافة القائمة . رغم أننا نقرأ في كتب التاريخ اعتراضات سجلت على ذلك ، من الصحابة أنفسهم ، حتى من عمر بن الخطاب الذي سجل اعتراضاً قوياً على ما فعله خالد بن الوليد بمالك بن نويرة ، وقتله إياه ، ثم وطأ امرأته في نفس ليلة قتله ، وجعل راس مالك أحد أثافيّ قدرٍ كان يغلي على النار ، كما صرحت به كتب التاريخ والرواية . ولكننا نريد ان نسجل هنا مقتطفات يسيرة جداً من أقوال ومواقف لو صدرت عن غير من صدرت منهم ، لاستحل هؤلاء الناس دمه وعرضه وماله . ولأجازوا لأنفسهم ان يستأصلوا كل ما له مساس به ، أو يشير ولو من بعيد إليه . وذلك في ضمن ما يلي من مطالب : البادرة الأولى : وأول ما نسجله هنا : هو ما رواه البخاري ، وغيره ، مع ملاحظة : أن