إليه ، أو لا نتفق معه في بعض الجزئيات أو الخصوصيات . مع إقرارنا بأنه يوجد من هم أشجع من المفيد بأضعاف كثيرة . وهم أولئك الأقوياء الذين أصروا على تدوين حتى جرأة بعض الصحابة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فضلا عن كفريات وإهانات صدرت منهم ومن غيرهم للدين ، وللرسول ، ولرموز الإسلام ومقدساته . وأشجع من هؤلاء وأولئك أناس أصروا على تصويب من صدرت منهم تلك الأقوال والأفعال ، واعتبارهم السلف الصالح ، الذي به يقتدي ، وعليه يعول في أمور الدين والشريعة . بل لقد رأيناهم يجمعون بين المتضادات والمتناقضات ، ويصرون على لزوم الإيمان بها جميعاً . كما أنهم قد احتفظوا لنا بتكفير وتضليل ، وتكذيب الصحابة بعضهم بعضاً ، ودونوا لنا ما جرى بينهم من حروب طاحنة ، خاضوها أو تزعموها ، وقد أزهقت فيها عشرات الألوف من الأرواح . هذا كله فضلاً عن تدوينهم ، كثيراً من مخالفات شرعية أخرى صدرت من السلف ، حتى أحداث الزنا ، وشرب الخمر ، والابتداع في الدين ، وما إلى ذلك مما لا مجال لتتبعه واستقصائه .