الإمامية في بغداد ، وإلى معز الدولة ، فقد قال اليافعي عن الحاكم وهو يتحدث عن وفاته سنة 411 ه : « وكان شيطاناً . . إلى ان قال : وأمر بشتم الصحابة ، وكتبه على أبواب المساجد » [1] . ولكن ما يُبعد هذا الاحتمال الأخير هو الفاصل الزماني فيما بين الحادثتين ، الأمر الذي يقرب احتمال تكرر ذلك الحادث . الذنب الذي لا يغفر : وواضح : أن ما كان يجري على الشيعة لم يكن سببه أنهم يسبون أحداً من الناس ، فإن هذا أمر لا يستساغ عندهم إطلاقاً من تأديب أئمتهم عليهم السلام لهم . كما سنوضّحه . ولكن القضية هي أنهم ما كانوا يعترفون بشرعية خلافة من عدا أهل البيت - عليهم السلام - ، استناداً إلى آيات قرآنية ، وأحاديث متواترة رواها أئمة الحديث والأثر ، لدى جميع المسلمين . فتوليهم لأهل البيت هذا ، وحرصهم على إظهار هذا التولي قد برر للآخرين اتهامهم بأنواع من التهم الباطلة ، حتى الزندقة والإلحاد ، ثم استحلال أموالهم ، ودمائهم ، وكل شيء منهم . قال عبد الرحمن بدوي : « إن الاتهام بالزندقة في ذلك العصر ( يعني عصر العباسيين الأول ) كان يسير جنباً مع الانتساب إلى مذهب الرافضة ، كما لاحظ ذلك الأستاذ ( فيدا ) » [2] . وقال الطغرائي ( أو رجل اسمه أبو حنيفة ) في جملة أبيات له :
[1] مرآة الجنان ج 3 ص 25 . [2] من تاريخ الإلحاد في الإسلام ص 37 .