« . . إلى أن قام ثالث القوم ، نافجاً حضنيه ، بين نثيله ومعتلفه ، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضم الإبل نبتة الربيع إلى أن انتكث فتله ، وأجهز عليه عمله ، وكبت به بطنته ، فما راعني إلخ » [1] . تعريض علي عليه السلام بالخليفة الثاني أيضاً : وفي نفس الخطبة الشقشقية أيضاً نجده عليه السلام يعرض بالخليفة الثاني عمر بن الخطاب فيقسو عليه بصورة ظاهرة ، حيث يقول : إن أبا بكر : « صيرها في حوزة خشناء ، يغلظ كلمها ، ويخشن مسّها ، ويكثر العثار فيها ، والاعتذار منها . فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم ، وإن أسلس لها تقحم ، فمُني الناس لعمرو الله بخبط وشقاق وتلون واعتراض ، فصبرت على طول المدة ، وشدة المحنة ، حتى إذا مضى لسبيله إلخ » [2] . رأي علي عليه السلام في معاوية وأضرابه : وأما وصفه عليه السلام لمروان بأن كفه كف يهودية ، ثم كلماته الصريحة في ضلال معاوية ، وكذلك الحال بالنسبة لغيره من الصحابة ، وغيرهم . فذلك لا مجال لتتبعه واستقصائه لكثرته ، ولعل أدنى مراجعة لكتب أمير المؤمنين عليه السلام ، وخطبه ومواقفه في الجمل وصفين ، وحياته السياسية ، تكفي للحصول على الشيء الكثير ، والحشد الكبير ، والقوي الغزير من ذلك . فراجع إن شئت .
[1] نهج البلاغة ( بشرح عبده ) ج 1 ص 30 ، وراجع : تذكرة الخواص ص 124 - 125 ، والاحتجاج ج 1 ص 284 - 287 ، والأمالي للطوسي ج 1 ص 383 ، والغدير ج 7 ص 361 ، وعلل الشرائع ص 151 ، وثمة مصادر أخرى فراجع كتاب : مصادر نهج البلاغة 0 - ج 1 ص 303 - 324 . [2] راجع : المصادر في الهامش السابق .