كلمة أخيرة : قارئي العزيز : إنني بعد هذه الجولة القصيرة على أطلال الفكر والحرية ، وبين ركام الأنانيات والعصبيات أستطيع أن أقول لك بكل جرأة وألم : إن هذه هي الحقيقة أو بالأحرى : هذه هي بعض معالمها ورسومها الشوهاء ، التي أفلتت من براثن مزوري التاريخ ، ومصاصي دماء الأنبياء والصلحاء . أقدمها إليك وأقول : ما شئت بعد هذا فقل ، فها أنا قد أنجزت عدتي لك ، فإن أردت الوقوف على المزيد ، فذلك يحتاج إلى جهد لا بد أن تبذله أنت ، أو أي شخص آخر ، شرط أن يكون غيري ، فإن الظلم الذي حاق برواد الحرية أكبر وأعظم من أن يحيط به بيان ، أو يجري به قلم باحث واحد ، بل وحتى العشرات والمئات من الباحثين والمحققين . وإن من واجب كل من يدعي أنه يكره الظلم ويرفضه ويدينه ويمقته ، أن يسهم في رفع هذا الظلم الذي لا يزال ينوء به كاهل الأحرار حتى في هذا