العصر ، حيث ما زالوا يتعرضون لأقسى أنواع الظلم والاضطهاد ، ولأبشع مظاهر التزوير ، والبهتان ، والافتراء عليهم ، في هذا القرن العشرين . ومهما يكن من أمر ، فإنما هي صرخة واستغاثة يطلقها ضمير الإنسان ، ويطالبه بها وجدانه ، ويقضي بها عقله وفكره . وما على دعاة الحرية والعدالة والإنصاف إلا أن يصغوا لهذه الصرخة وأن يلاحقوها في منطلقها وفي مداها ، فتكون لهم مصدر إلهام ، وبداية طريق ، نحو الأهداف الإنسانية الفضلى والسامية . وأخيراً أقول لقارئي الكريم : ها أنا ذا قد صرحت لك عن مكنون نفسي ، وقدمته إليك بكل صراحة وخلوص وصفاء ، وفق ما كنت وعدتك به ، ولن أزيد على ما وعدت به حرفاً واحداً ، وأما الإنقاص منه ، فلعله قد حصل فعلاً ، إذا لم يرق حجم الأفكار إلى المستوى الذي كنت تتوخاه وتتوقعه ولم يستهوك صدقها وصراحتها البالغة . وعلى جميع التقادير فكما أن الأمر في الرد أو القبول يرجع إليك ، ويعتمد عليك ؛ فإنني أجد في نفسي قدراً كافياً من الشجاعة للإصرار على صحة ما قدمته إليك من نتاج ، وإن كنت لا أصر على جامعيته ، ولا على استقصائه ، لأن ذلك هو ما نوهت به أيضاً . غير أنني لا أملك الحرية في استرجاع ما أعطيت ولا في تقييد حرية ما قدمته من رأي وفكر ، فإنه وجد ليكون حراً طليقاً في حدود الضوابط والمعايير المعقولة والمقبولة . فإن راق لك قارئي الكريم أن تعتبر ذلك اعتذاراً عن القصور أو التقصير فاقبل بكرمك وعفوك عذري ، وتقبل على كلا الحالين مني خالص حبي لك وشكري .