رُدَّت عليه الشمس لَمَّا فاتَهُ * وقتُ الصلاة وقد دنت للمغربِ حتى تبلَّج نورها في وقتها * للعصر ثم هَوَتْ هَوِيَّ الكوكب وعليه قد رُدَّت ببابل مرةً * أخرى وما رُدت لخلق مُعْرِب العاشر ما رواه أهل السِّيَر : أن الماء زاد في الكوفة وخافوا الغرق ، ففزعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، فركب بغلة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وخرج الناس معه ، فنزل على شاطئ الفرات فصلّى ثم دعا وضرب صفحة الماء بقضيب في يده ، فغاض الماء وسلّم عليه كثير من الحيتان ، ولم ينطق الجرِّي والزمَّار والمارماهي ، فسئل عن ذلك فقال : أنطق اللّه لي ما طهر من السموك ، وأصمت ما حرمه ونجّسه وأبعده . الحادي عشر روى جماعة أهل السيرة : أنه عليه السلام كان يخطب على منبر الكوفة ، فظهر ثعبان فرقى المنبر ، فخاف الناس وأرادوا قتله فمنعهم ، فخاطبه ثم نزل ! فسأل الناس عنه فقال : إنه حاكم من حكام الجن التبس عليه قضية فأوضحتها له ! وكان أهل الكوفة يسمّون الباب الذي دخل منه باب الثعبان ، فأراد بنو أمية إطفاء هذه الفضيلة فنصبوا على ذلك الباب فيلاً مدة طويلة حتى سمي : باب الفيل . الثاني عشر الفضائل : إما نفسانيّة أو بدنيّة أو خارجيّة ، وعلى التقديرين الأولين ، فإما أن تكون متعلّقة بالشخص نفسه أو بغيره ، وأمير المؤمنين عليه السلام جمع الكلّ ! أما فضائله النفسانية المتعلّقة به كعلمه وزهده وكرمه وحلمه ، فهي أشهر من أن تخفى ، والمتعلّقة بغيره كذلك كظهور العلوم عنه واستفادة غيره منه . وكذا فضائله البدنية كالعبادة والشجاعة والصدقة . وأما الخارجية فكالنسب ، ولم يلحقه أحد فيه لقربه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه