أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) ! الرابع أنه كان أشجع الناس ، وبسيفه ثبتت قواعد الإسلام وتشيّدت أركان الإيمان ، ما انهزم في موطن قطّ ولا ضرب بسيفه إلا قطّ ، وطالما كشف الكرب عن وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، ولم يفرَّ كما فرَّ غيره . ووقاه بنفسه لما بات على فراشه مستتراً بإزاره فظنّه المشركون وقد اتفقوا على قتل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أنه هو ، فأحدقوا به وعليهم السلاح يرصدون طلوع الفجر ليقتلوه فيذهب دمه ويعدو كلّ قبيل إلى رهطه . وكان ذلك سبب حفظ دم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وتمت السّلامة وانتظم به الغرض في الدعاء إلى الملّة ، فلما أصبح القوم وأرادوا الفتك به ثار إليهم فتفرّقوا عنه حين عرفوه ، وانصرفوا وقد ضلّت حيلتهم وانتقض تدبيرهم . وفي غزاة بدر وهي أول الغزوات ، كانت على رأس ثمانية عشر شهراً من قدومه المدينة ، وعمره سبعة وعشرون سنة ، قتل عليه السلام منهم ستة وثلاثين رجلاً بانفراده ، وهم أعظم من نصف المقتولين ، وشرك في الباقين . وفي غزاة أحد انهزم الناس كلّهم عن النبي صلّى اللّه عليه وآله إلا علي بن أبي طالب عليه السلام وحده ! ورجع إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله نفرٌ يسيرٌ أوّلهم عاصم بن ثابت وأبو دجانة وسهل بن حنيف ، وجاء عثمان بعد ثلاثة أيام ، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لقد ذهبت فيها عريضة ! وتعجّبت الملائكة من ثبات علي عليه السلام وقال جبرئيل وهو يعرج إلى السماء : لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ علي ! وقتل علي عليه السلام أكثر المشركين في هذه الغزاة ، وكان الفتح فيها على يديه عليه السلام . روى قيس بن سعد عن أبي ه قال : سمعت عليّاً عليه السلام يقول : أصابتني يوم