الحرب ، وخرج مرحب يتعرض للحرب ، فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أبا بكر فقال له : خذ الراية ، فأخذها في جمع من المهاجرين فاجتهد ولم يغن شيئاً ورجع منهزماً . فلما كان من الغد تعرّض لها عمر فسار غير بعيد ثم رجع يجبِّن أصحابه ! فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله : جيئوني بعلي عليه السلام . فقيل : إنه أرمد . فقال : أرونيه تُرُوني رجلاً يحبّ اللّه ورسوله ويحبّه اللّه ورسوله ليس بفرار . فجاؤوه بعلي ، فتفل في يده ومسحها على عينيه ورأسه فبرئ ، وأعطاه الراية ففتح اللّه على يده وقتل مرحباً ! ووصفه عليه السلام بهذا الوصف يدلّ على انتفائه عن غيره ، وهو يدلّ على أفضليته ، فيكون هو الإمام . الثامن خبر الطائر : روى الجمهور كافة أن النبي صلّى اللّه عليه وآله أُتِيَ بطائر فقال : « اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليّ يأكل معي من هذا الطائر » . فجاء علي عليه السلام فدقّ الباب فقال أنس بن مالك : إن النبي صلّى اللّه عليه وآله على حاجة . فانصرف . ثم قال النبي صلّى اللّه عليه وآله كما قال أولاً ، فدقّ علي عليه السلام الباب ، فقال أنس : أوَلمْ أقل لك إن النبي صلّى اللّه عليه وآله على حاجة ؟ فانصرف . فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله كما قال في الأوليين ، فجاء علي عليه السلام فدقّ الباب أشدّ من الأوليين ، فسمعه النبي صلّى اللّه عليه وآله وقد قال له أنس إنه على حاجة ، فأذن له بالدخول وقال : « يا علي ، ما أبطأك عني » ؟ قال : جئت فردّني أنس ثم جئت فردّني ثم جئت الثالثة فردّني ! فقال صلّى اللّه عليه وآله : « يا أنس ما حملك على هذا » ؟ فقال : رجوت أن يكون الدعاء لأحد من الأنصار ! فقال : « يا أنس ، أفي الأنصار خيرٌ من علي ؟ أو في الأنصار أفضل من علي » ؟ وإذا كان أحبّ الخلق إلى اللّه تعالى ، وجب أن يكون هو الإمام .