فعلت بأصحابك ما فعلت ، غيري ! فإن كان هذا من سخط علي فلك العتبى والكرامة ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : « والذي بعثني بالحق نبيّاً ما اخترتك إلا لنفسي ، فأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وأنت أخي ورفيقي وأنت معي في قصري في الجنة مع ابنتي فاطمة ، وأنت أخي ورفيقي ، ثم تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : ( إِخْوَاناً عَلَى سُرُر مُتَقَابِلِينَ ) . والمتحابّون في اللّه ينظر بعضهم إلى بعض » . والمؤاخاة تستدعي المناسبة والمشاكلة ، فلما اختص علي بمؤاخاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله كان هو الإمام . البرهان التاسع والثلاثون قوله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ . . . الآية . . ) . من كتاب الفردوس لابن شيرويه يرفعه عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : « لم يعلم الناس متى سمّي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله ، سمّي أمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد ، قال اللّه عز وجل : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا ) قالت الملائكة : بلى ، فقال تبارك وتعالى : أنا ربّكم ومحمد نبيكم وعليٌّ أميركم » . وهو صريح في الباب . البرهان الأربعون قوله تعالى : ( فَإِنَّ اللّه هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ) . أجمع المفسرون على أن صالح المؤمنين هو علي . وروى أبو نعيم بإسناده إلى أسماء بنت عميس قالت : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يقرأ هذه الآية : ( وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فإنَّ اللّه هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) ، قال : صالح المؤمنين علي بن أبي طالب .