والحسين بيده اليسرى وأقبل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، وهم يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع ، فلما بصر به النبي صلّى اللّه عليه وآله قال : يا أبا الحسن ما أشدّ ما يسوءني ما أرى بكم ! انطلق بنا إلى منزل ابنتي فاطمة ، فانطلقوا إليها وهي في محرابها قد لصق ظهرها ببطنها من شدّة الجوع وغارت عيناها ، فلما رآها النبي صلّى اللّه عليه وآله قال : وا غوثاه باللّه ، أهل بيت محمد يموتون جوعاً ! فهبط جبرئيل عليه السلام على محمد صلّى اللّه عليه وآله فقال : يا محمد ، خُذْ ما هنأك اللّه في أهل بيتك قال : وما آخذ يا جبرئيل ؟ فأقرأه : ( هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً . . . ) . وهي تدلّ على فضائل جمّة لم يسبق إليها أحد ولا يلحقها أحد ، فيكون أفضل من غيره ، فيكون هو الإمام . البرهان الثاني والعشرون قوله تعالى : ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِه . . . ) من طريق أبي نعيم عن مجاهد في قوله تعالى : ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ ) : محمد . ( وَصَدَّقَ بِهِ ) قال : علي بن أبي طالب . ومن طريق الفقيه الشافعي عن مجاهد في قوله تعالى : ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ) ، قال : جاء به محمد صلّى اللّه عليه وآله وصدق به علي عليه السلام . وهذه فضيلة اختص بها عليه السلام ، فيكون هو الإمام . البرهان الثالث والعشرون قوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ) . من طريق أبي نعيم عن أبي هريرة : قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : مكتوب على العرش : لا إله إلا اللّه وحد لا شريك له ، محمد عبدي ورسولي أيّدته بعلي بن أبي طالب ، وذلك قوله تعالى في كتابه : ( هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ) ، يعني علي بن أبي طالب . وهذه من أعظم الفضائل التي لم تحصل لغيره ، فيكون هو الإمام .