الْكَاذِبِينَ ) . نقل الجمهور كافة أن ( أبناءنا ) إشارة إلى الحسن والحسين ، و ( نساءنا ) إشارة إلى فاطمة عليها السلام ، و ( أنفسنا ) إشارة إلى علي بن أبي طالب عليهم السّلام . وهذه الآية أدلّ دليل على ثبوت الإمامة لعلي عليه السلام ، لأنه تعالى قد جعله نفس رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله والاتحاد محالٌ ، فيبقى المراد المساوي ، وله صلّى اللّه عليه وآله الولاية العامة ، فكذا لمساويه . وأيضاً ، لو كان غير هؤلاء مساوياً لهم أو أفضل منهم في استجابة الدعاء لأمره اللّه تعالى بأخذهم معه لأنه في موضع الحاجة ، وإذا كانوا هم الأفضل تعيّنت الإمامة فيهم . وهل تخفى دلالة هذه الآية على المطلوب إلاّ على من استحوذ الشيطان عليه وأخذ بمجامع قلبه ، وخُيِّل له حبّ الدنيا التي لا ينالها إلاّ بمنع أهل الحق عن حقهم ؟ البرهان العاشر قوله تعالى : ( فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَات فَتَابَ عَلَيْهِ ) . روى الفقيه ابن المغازلي الشافعي بإسناده عن ابن عباس قال : « سئل النبي صلّى اللّه عليه وآله عن الكلمات التي تلقها آدم من ربه فتاب عليه قال : سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت عليَّ ، فتاب عليه » ! وهذه فضيلة لم يلحقه أحد من الصحابة فيها ، فيكون هو الإمام لمساواته النبي صلّى اللّه عليه وآله في التوسل به إلى اللّه تعالى . البرهان الحادي عشر قوله تعالى : ( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي . . . ) روى الفقيه ابن المغازلي الشافعي عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : انتهت الدعوة إلىَّ وإلى علي ، لم يسجد أحدنا لصنم قط ، فاتّخذني نبياً واتّخذ علياً وصيّاً ! وهذا نص في الباب .