وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي ، وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي أشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) ، فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً : ( سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآياتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ ) . اللهم وأنا محمد نبّيك وصفيّك ، اللهم فاشرح لي صدري ويسّر لي أمري ، واجعل لي وزيراً من أهلي ، علياً اشدد به ظهري ! قال أبو ذر : فما استتمَّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله حتى نزل عليه جبرئيل عليه السلام من عند اللّه تعالى فقال : يا محمد إقرأ ، قال : وما أقرأ ؟ قال : إقرأ : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّه وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) ! ونقل الفقيه ابن المغازلي الواسطي الشافعي عن ابن عباس أن هذه الآية نزلت في علي عليه السلام . والولي هو المتصرف ، وقد أثبت له الولاية في الآية كما أثبتها اللّه تعالى لنفسه ولرسوله صلّى اللّه عليه وآله . البرهان الثاني قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّه يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) . اتفقوا على نزولها في علي عليه السلام . روى أبو نعيم الحافظ من الجمهور بإسناده عن عطية قال : نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في علي بن أبي طالب عليه السلام . ومن تفسير الثعلبي قال : معناه بلغ ما أنزل إليك من ربك في فضل علي فلما نزلت هذه الآية أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بيد علي وقال : « من كنت مولاه فعلي مولاه » . والنبي صلّى اللّه عليه وآله مولى أبي بكر وعمر وباقي الصحابة بالإجماع ، فيكون علي عليه السلام مولاهم ، فيكون هو الإمام . ومن تفسير الثعلبي قال : لمّا كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بغدير خم نادى