الأوقاف والرواتب لأئمة أتباع المذاهب الأربعة قال قدس سره : وما أظن أحداً من المحصّلين وقف على هذه المذاهب ، فاختار غير مذهب الإمامية باطناً ، وإن كان في الظاهر يصير إلى غيره طلباً للدنيا ، حيث وضعت لهم المدارس والربط والأوقاف حتى تستمر لبني العباس الدعوة ، ويشيدوا للعامة اعتقاد إمامتهم . . . . الشرح : هذا الذي ذكره العلاّمة طاب ثراه أمر ثابت في التواريخ ، لا يسع أحداً إنكاره إطلاقاً ، لكن ابن تيمية قد عرف بإنكار الحقائق والإباء عن قبولها وإن قال بها جميع الخلائق . ولنذكر طرفاً من تاريخ المدارس في البلاد ، ثم نتعرّض للأوقاف والرواتب والمشاهرات في بعضها ، ونورد نتفاً من الأخبار المتعلّقة بذلك ، فنقول : إنه لم يسمح المؤسّسون للمدارس في مختلف البلدان الإسلامية أن يتعلّم أو يدرس أو يسكن فيها أحد من الشيعة ، بل كانت المدارس كلّها لأهل المذاهب الأربعة فقط ، وهم المستفيدون من أوقافها ، غير أن المدارس : منها : ما كان يدرّس فيها مذهب واحد من المذاهب الأربعة ، كمدارس الشافعية وأشهرها النظامية ببغداد ، والحنفية كمدرسة أبي حنيفة ببغداد ، والحنبلية كمدرسة عبد القادر الجيلي ببغداد ، والمالكية كمدرسة الصدرية بدمشق . ومنها : ما كان يدرّس فيها مذهبان من المذاهب الأربعة ، فلم يسمح تدريس غيرهما منها فيها ، كالتي كانت للحنفية والشافعية فقط . مثل مدرسة سعادة ببغداد ، والظاهرية بدمشق . والتي كانت للحنفية والمالكية فقط ، مثل المدرسة التي بناها الأمير سيف الدين منكوتمر بالقاهرة سنة 698 . والتي كانت للشافعية والمالكية فقط ، مثل المدرسة الحجازية بالقاهرة سنة 761 . والتي كانت للشافعية والحنابلة ، مثل المدرسة