الدسمة والملابس الفاخرة والأنعام ، وسموا كلّ رئيس من الرعاة إماماً ، ليصح لهم الخلافة المملوكة بينهم ، ويصير الخليفة الغاصب لكلّ إمام منهم إماماً ، وهم يعلمون أنهم يرتكبون الآثام ويأكلون الحرام ، وأصلحُ الساكنين بالمدرسة داعي الخليفة الغاصب ، قائماً بعرضه ، مناوئاً لمعاديه ، مرتقباً على من يطعن فيه ، مكفّراً لمن لا يواليه ، يأخذ على ذلك الجوائز السنية ، والمساكين العليّة ، والمراكب البهيّة ، والمطاعم الشهيّة ، والملابس الفاخرة ، والمقامات الباهرة ، والتنعم والتلذذ في المنام ، والتقلّب في مستراح الحمام ، وأعلا مكانه في المدرسة أن يناقض ويعارض ويدّعي قيام الحجة على الروافض . وتتابع الناس على ذلك طبقاً بعد طبق وجيلاً بعد جيل ، واندرجوا عليه خلفاً إثر سلف ، ونشأ مذهب الجبريين بين العوام ، واندرج في الخاصّ والعام ، واستتر عمال الشياطين ومكراء الفراعنة من السلاطين ، والعامي بعقده على هذه المذاهب أسرع من انعقاده على معرفة اللّه ، وهو مذهب يغوث ويعوق ونسر ، واشتغل علماء الجمهور بالخلاف والشقاق ، وألقوا من تابعهم من الباعة والفلاحين في يمين الطلاق ، وغشيت المدارس وأحدث التفاضل والتنافس ، وانتظم العالم على صورة من قال غيرها وإن كان صادقاً كفر ، ومن التبس بسواها احتقر » [1] . كلام لأبي جعفر الإسكافي وقال الشيخ أبو جعفر الإسكافي في الردّ على عثمانيّة الجاحظ : « لولا ما غلب على الناس من الجهل وحبّ التقليد ، لم نحتج إلى نقض ما احتجت به العثمانية ، فقد علم الناس كافة : أن الدولة والسلطان لأرباب مقالتهم ، وعرف كلّ أحد أقدار شيوخهم وعلمائهم وأمرائهم وظهور كلمتهم وقهر سلطانهم وارتفاع التقية عنهم ، والكرامة