فلما حضرتها الوفاة أوصت عليّاً أن يدفنها ليلاً ، ولا يدع أحداً منهم يصلّي عليها ، وقد رووا جميعاً أن النبي صلّى اللّه عليه وآله قال : « يا فاطمة إن اللّه يغضب لغضبك ويرضى لرضاك » . ورووا جميعاً أنه صلّى اللّه عليه وآله قال : « فاطمة بضعة مني ، من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى اللّه » ! ولو كان هذا الخبر حقّاً لما جاز له ترك البغلة التي خلّفها النبي صلّى اللّه عليه وآله ، وسيفه وعمامته عند أمير المؤمنين عليه السلام ، ولما حكم بها له لما ادّعاها العباس ! ولكان أهل البيت الذين طهّرهم اللّه تعالى في كتابه عن الرجس عليهم السّلام مرتكبين ما لا يجوز ، لأن الصدقة عليهم محرمة . وبعد ذلك ، جاء إليه مال البحرين وعنده جابر بن عبد الله الأنصاري فقال له : إن النبي صلّى اللّه عليه وآله قال لي : إذا أتى مال البحرين حثوت لك ثم حثوت لك ثلاثاً ، فقال له : تقدم فخذ بعدّتها ، فأخذ من مال بيت المسلمين من غير بيّنة ، بل لمجرّد الدّعوى . وقد روت الجماعة كلّهم أن النبي قال في حق أبي ذر : « ما أقلَّت الغبراء ولا أظلَّت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر » ، ولم يسمّوه صدِّيقاً وسمّوا أبا بكر بذلك ، مع أنه لم يرو مثل ذلك في حقه ! وسمّوه خليفة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله مع أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لم يستخلفه في حياته ، ولا بعد وفاته عندهم ! ولم يُسَمُّوا أمير المؤمنين عليه السلام خليفة رسول اللّه مع أنه استخلفه في عدة مواطن ، منها أنه استخلفه على المدينة في غزاة تبوك وقال له : « إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي » . وأمَّر أسامة على الجيش الذين فيهم أبو بكر وعمر ومات ولم يعزله ، ولم يسمّوه خليفة ! ولما تولّى أبو بكر غضب أسامة وقال : إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أمَّرني