ابن عباس : عضوان مغسولان وعضوان ممسوحان . فغيَّروه وأوجبوا الغسل ! وكالمتْعَتين اللّتين ورد بهما القرآن ، فقال في متعة الحج : ( فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ) . وتأسَّف النبي صلّى اللّه عليه وآله على فواتها لمّا حج قارناً وقال : « لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي » . وقال في متعة النساء : ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ) . واستمرَّ فعلها مدةَ زمان النبي صلّى اللّه عليه وآله ، ومدة خلافة أبي بكر وبعض خلافة عمر ، إلى أن صعد المنبر وقال : متعتان كانتا على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما ! ومنع أبو بكر فاطمة عليها السلام إرثها فقالت له : « يا ابن أبي قحافة أترث أباك ولا أرث أبي » ! والتجأ في ذلك إلى رواية انفرد بها وكان هو الغريم لها ، لأن الصدقة تحلّ له : أن النبي صلّى اللّه عليه وآله قال : نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة ، على ما رووه عنه ! والقرآن يخالف ذلك لأن اللّه تعالى قال : ( يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلادِكُمْ ) ، ولم يجعل اللّه تعالى ذلك خاصاً بالأمة دونه صلّى اللّه عليه وآله . وكذَّب روايتهم فقال تعالى : ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ ) . وقال تعالى عن زكريا : ( وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ) . ولما ذكرت فاطمة عليها السلام أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وهبها فدكاً قال لها : هات أسود أو أحمر يشهد لك بذلك ! فجاءت بأم أيمن فشهدت لها بذلك فقال : امرأة لا يقبل قولها ! وقد رووا جميعاً أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال : « أم أيمن امرأة من أهل الجنة » . فجاء أمير المؤمنين عليه السلام فشهد لها فقال : هذا بعلك يجرّه إلى نفسه ولا نحكم بشهادته لك ! وقد رووا جميعاً أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال : « علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيث دار ، لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض » ! فغضبت فاطمة عليها السلام عند ذلك وانصرفت وحلفت أن لا تكلّمه ولا صاحبه حتى تلقى أباها وتشكو إليه .