وبهذا نصّ كثيرون من الأئمة - كما نقل عنهم - كالحسن البصري والثعلبي والنووي وأبي عمرو بن الصلاح وأبي عبد الرحمن السّلمي واليافعي وغيرهم ، ولهم في ذلك أخبار وحكايات أفردها بعضهم - كعبد المغيث بن زهير الحنبلي - بالتأليف . قال النووي في ( تهذيبه ) : « قال الأكثرون من العلماء : هو حيّ موجود بين أظهرنا ، وذلك متفق عليه عند الصوفية وأهل الصلاح والمعرفة ، وحكايتهم في رؤيته والاجتماع به والأخذ عنه وسؤاله وجوابه ، ووجوده في المواضع الشريفة ومواطن الخير ، أكثر من أن تحصى وأشهر من أن تذكر » . وقال أبو عمرو ابن الصلاح في ( فتاويه ) : « هو حيّ عند جماهير العلماء والصالحين والعامة منهم . قال : وإنما شذ بإنكاره بعض المحدثين » . وقال الحافظ ابن حجر - في آخر البحث - : « قلت : وذكر لي الحافظ أبو الفضل العراقي شيخنا : أن الشيخ عبد الله بن أسعد اليافعي كان يعتقد أن الخضر حي . قال : فذكرت له ما نقل عن البخاري والحربي وغيرهما من إنكار ذلك ، فغضب وقال : من يدعي أنه مات غضبت عليه . قال : فقلنا : رجعنا من اعتقاد موته . انتهى . وأدركنا بعض من كان يدعي أنه يجتمع بالخضر ، منهم القاضي علم الدين البساطي الذي ولّي قضاء المالكية في زمن الظاهر برقوق . واللّه تعالى أعلم وبغيبه أحكم » . هذا ، ومثل الخضر في البقاء في هذا العالم : إلياس ، فعن محمد بن جرير الطبري : « إن الخضر وإلياس باقيان يسيران في الأرض » [1] . أمّا بقاء عيسى عليه السلام ، فمن الضروريّات . كما تواتر الخبر في بقاء الدجّال . وأمّا قوله - ردّاً على العلاّمة طاب ثراه ، في استدلاله بما رواه ابن الجوزي : « فيقال : الجواب عن وجوه . . . » .
[1] البيان في أخبار صاحب الزمان ط مع كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب : 522 - ولا يخفى أن ابن جرير الطبري ممن يعتمد عليه ابن تيمية في التواريخ والأنساب وفي التفسير .