موسى بن جعفر ) . وأي ربط لهذا بما نحن فيه ، أيها ( الدكتور ) الأريب ! وأيها ( الأستاذ الخطيب ) ؟ ! وأمّا قوله : « والإمامية الذين يزعمون أنه كان له ولد يدَّعون أنه دخل السرداب بسامراء وهو صغير . . . فكيف يكون من يستحق الحجر عليه في بدنه وماله إماماً لجميع المسلمين معصوماً ، لا يكون أحد مؤمناً إلا بالإيمان به » . أقول : وهذا واضح البطلان ، فإن ( الإمامة ) مثل ( النبوة ) لا يعتبر فيها البلوغ . قال اللّه تعالى في عيسى عليه السلام : ( فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً . قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً . وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً ) [1] . وأمّا قوله : « ثم إن هذا باتفاق منهم ، سواء قدّر وجوده أو عدمه - لا ينتفعون به لا في دين ولا في دنيا . . . » . فأقول : هذا كذب ، بل المتفق عليهم بينهم هو الانتفاع منه في الدّين والدنيا ، بل الانتفاع واقع مستمر ، ولكن المنافقين لا يعلمون ! وعلى الجملة ، فقد أثبت الأصحاب وقرّروا في محلّه من كتب الإمامة : أن الإمامة واجبة على اللّه من باب اللّطف ، وأن الأرض لا تخلو من إمام ، وأن وجود الإمام لطف وتصرّفه لطف آخر وعدمه منَّا . كما أن الرسالة واجبة على اللّه كذلك ، وأنه يرسل الرسل مبشرين ومنذرين ، لئلاّ يكون للناس على اللّه حجّة ، وليهلك من هلك عن بيّنة ويحيى من حيّ عن بيّنة ، فكانت الأمم كلّما جاءهم رسول من عند اللّه وقتلوه بغير حق ، أرسل إليهم غيره ، فكان منهم من يقتل في اليوم الأول من دعوته ، حتى جاء نبينا صلّى اللّه عليه وآله فحاربه