رأيت محمد بن إدريس الشافعي في المنام فسمعته يقول : كذب علي يونس في حديث الجندي حديث الحسن عن أنس عن النبي صلّى اللّه عليه وآله في المهدي . قال الشافعي : ما هذا من حديثي ولا حدثت به ، كذب علي يونس » [1] . هذا كلّه بالإضافة إلى أن الذهبي قال : وللحديث علّة أخرى . . . فذكرها [2] . هذا ، وقد جاء في النصوص الصحيحة المتكاثرة : أن عيسى بن مريم ينزل ويصلّي خلف المهدي ، ومن ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم بسندهما عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أنه قال : « كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم » [3] . وما أخرجه أحمد بسنده عنه أنه قال في حديث فيه ذكر الدجال : « فإذا هم بعيسى بن مريم ، فتقام الصّلاة ، فيقال له : تقدّم يا روح اللّه . فيقول : ليتقدّم إمامكم فليصلّ بكم » [4] . قال المناوي : « فإنه ينزل عند صلاة الصبح على المنارة البيضاء شرقي دمشق ، فيجد الإمام المهدي يريد الصّلاة فيحسّ به فيتأخر ليتقدّم ، فيقدّمه عيسى عليه السلام ويصلّي خلفه . فأعظم به فضلاً وشرفاً لهذه الأمة » [5] . قال أبو الحسن الآبري : « قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم - يعني في المهدي - وأنه من أهل بيته ، وأنه يملك سبع سنين ، ويملأ الأرض عدلاً ، وأنه يخرج عيسى بن مريم فيساعده على قتل الدجّال بباب لد بأرض فلسطين . وأنه يؤم هذه الأمة وعيسى - صلوات اللّه عليه - يصلّي خلفه ، في
[1] تهذيب الكمال 25 / 150 . [2] ميزان الاعتدال 3 / 535 - 556 . [3] صحيح البخاري 4 / 143 ، صحيح مسلم 1 / 94 . [4] مسند أحمد 3 / 368 . [5] فيض القدير - شرح الجامع الصغير 6 / 23 .