جماداً ، فمن دعا المنتظر الذي لم يخلقه اللّه كان ضلاله أعظم من ضلال هؤلاء . . . » [1] . أقول : وما تكلّم به حول الإمام المهدي المنتظر عليه السلام من هذا النسق ، وما نسبه إلى الإمامية من هذا القبيل . . . كثير أوردنا قسماً منه في ( المدخل ) ، وإنما نقلنا هذه الفقرة من كلماته هنا ليظهر طرف من أكاذيبه وافتراءاته على هذه الطائفة وإمامها ، وليعلم أن الرجل لا يزعه عن الكذب والبهتان دين ولا عقل . إلا أن من الضروري البحث بإيجاز عن العقيدة الصحيحة حول الإمام المهدي عليه السلام ، المستندة إلى الأدلّة المقبولة لدى المسلمين ، ليحيى من حيّ عن بيّنة ويهلك من هلك عن بيّنة ، واللّه هو المستعان . 1 - الاعتقاد بالمهدي من ضروريات الدين لقد كان الإخبار عن المهدي وأخباره من جملة المغيّبات التي أخبر عنها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بالقطع واليقين ، ودعا الأمة إلى التصديق والإذعان بها ، فكان الاعتقاد بالمهدي من ضروريات الدّين الإسلامي ، وأن من أنكره فقد كذَّب النبي فيما أخبره ، وذلك كفر . قال ابن تيمية : « وأحاديث المهدي معروفة ، رواها الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم » . قلت : سنذكر طرفاً من تلك الأحاديث في الفصول الآتية . والمقصود هنا أن الإعتقاد بالمهدي يعدّ من ضروريّات الإسلام ، للأحاديث الكثيرة الواردة عن النبي فيه ، عند جميع الفرق الإسلامية . . . والتي أفردها جمع غفير من علماء الشيعة والسنّة بالتأليف .