ولعلّهم يريدون من « السنّة » القول بقدم القرآن . وقال السيوطي بعد خبر : « استفدنا من هذا أن المتوكل كان متمذهباً بمذهب الشافعي ، وهو أوّل من تمذهب من الخلفاء » [1] . ثم الأعجب ما جاء فيه - بعد حكاية ما فعل بابن السكيت وقصته مشهورة - : « وكان المتوكل رافضياً » [2] . لكني لا أستبعد أن يكون التحريف من النسّاخ أو الناشرين للكتاب . قال قدس سره : فبلغه مقام علي بالمدينة وميل الناس إليه فخاف منه ، فدعا يحيى بن هرثمة ، فأمره بإشخاصه ، فضج أهل المدينة لذلك خوفاً عليه . . . . الشرح : وشهد كثير من المخالفين له عليه السلام بفقهه وورعه وعبادته . قال اليافعي : « كان الإمام علي الهادي متعبّداً فقيهاً إماماً » [3] . وبمثله قال ابن العماد الحنبلي [4] . وقال ابن كثير : « قد كان عابداً زاهداً » [5] . وذكر كثيرون منهم إشخاص المتوكل إيّاه من المدينة المنورة إلى العراق ، إلا أنهم - مع تصريحهم بنصب المتوكل - يحاولون التغطية على قبائحه وستر مظالمه ، فلا يذكرون تفصيل القضايا ، ففي تاريخ اليعقوبي : « وكتب المتوكل إلى علي بن محمد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر بن محمد
[1] تاريخ الخلفاء : 352 . [2] تاريخ الخلفاء : 349 . [3] مرآة الجنان 2 / 160 . [4] شذرات الذهب 2 / 128 . [5] البداية والنهاية 11 / 19 .