قال المفيد : « كان زيد بن علي بن الحسين عين أخوته بعد أبي جعفر عليه السلام ، وكان ورعاً عابداً فقيهاً سخياً شجاعاً ، وظهر بالسيف يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويطلب بثارات الحسين عليه السلام » ثم روى بأسانيده أخباراً في فضله وقال : « لما قتل بلغ ذلك من أبي عبد الله عليه السلام كلّ مبلغ ، وحزن له حزناً شديداً عظيماً حتى بان عليه ، وفرّق من ماله على عيال من أصيب مع زيد من أصحابه ألف دينار » [1] . قال قدس سره : واللّه ما نالوا ذلك إلا بطاعة اللّه ، فإن أردت أن تنال بمعصية اللّه ما نالوه بطاعته ، إنك إذاً لأكرم على اللّه منهم ! الشرح : روى هذا الخبر المناوي عن أهل السير [2] . قال قدس سره : وضرب المأمون اسمه على الدراهم والدنانير ، وكتب إلى الآفاق ببيعته ، وطرح السواد ولبس الخضرة . الشرح : قال ابن تيمية : « وأمّا ما ذكره من تولية المأمون له الخلافة فهذا صحيح ، لكن ذلك لم يتم . . . ولم يجعله وليّ عهده » [3] . أقول : جاء ذلك في كافة كتب التاريخ والسير ، وقد تقدّم النقل عن بعضها . وقال ابن الجوزي : « وفي هذه السنة جعل المأمون علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين وليّ عهد المسلمين والخليفة من بعده ، وسمّاه الرضي من آل محمد ، وأمر جنده أن يطرح السواد ولبس ثياب الخضرة ، وكتب بذلك إلى الآفاق ،