عندها ما تحيّرنا » [1] . وجاء في غير واحد من الكتب : إنه لما دخل الإمام نيسابور راكباً خرج إليه علماء البلد ، وبأيديهم المحابر والدّوى ، وتعلّقوا بلجام دابّته وحلَّفوه أن يحدّثهم بحديث عن آبائه فقال : « حدّثني أبي موسى الكاظم عن أبي ه . . . علي بن أبي طالب قال : حدّثني حبيبي وقرّة عيني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال : حدّثني جبريل قال : سمعت رب العزة يقول : لا إله إلا اللّه حصني فمن قالها دخل حصني وأمن من عذابي » . وفي رواية : إنه روى عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : « سألت رسول اللّه : ما الإيمان ؟ قال : معرفة بالقلب ، وإقرار باللّسان ، وعمل بالأركان » . وعن أحمد : « إن قرأت هذا الإسناد على مجنون برئ من جنونه » . هذا ، وقد كان على رأس العلماء الذين طلبوا من الإمام أن يحدّثهم : أبو زرعة الرازي ، ومحمد بن أسلم الطوسي ، وياسين بن النضر ، وأحمد بن حرب ، ويحيى بن يحيى . . . وقد عدّ أهل المحابر والدوى الذين كانوا يكتبون فأنافوا على عشرين ألفاً [2] . أقول : فمن الكاذب إذن ! ! الثاني : في رواية أرباب الكتب الستة عنه . وقد عرفت من الكلمات السابقة رواية ثلاثة منهم عن الإمام الرضا عليه السلام ، فإن ( ق ) رمز لابن ماجة القزويني ، و ( د ) لأبي داود السجستاني ، و ( ت ) رمز للترمذي . فقول الرجل : « ولا روي له حديث في الكتب الستة » كذب آخر . هذا ، ولا يخفى أنه قد حقق في محلّه أن ليس كلّ من روي له حديث في هذه الكتب بثقة ، وليس كلّ من لم يرو عنه فيها غير ثقة .
[1] تهذيب التهذيب 7 / 339 . [2] أخبار إصبهان 1 / 138 ، المنتظم في أخبار الأمم 10 / 120 ، الصواعق المحرقة : 122 عن تاريخ نيسابور ، الفصول المهمة في معرفة الأئمة 2 / 1002 .