تجب عليه المطالبة بها ، كما هو الحال بالنسبة إلى النبي . وفي كلمات أئمة أهل البيت ممّا يشهد بذلك كثير ، ومن ذلك كلمات الأمير عليه السلام في ( نهج البلاغة ) . ثم إن الذي ذكره العلاّمة لم يكن منقولاً عن الإماميّة حتى يكون تناقضاً منهم ، بل إنه قال : « قال علماء السيرة . . . » وقد وجدت هذا القول في الكلمات التي نقلناها ، في عبارة ابن الجوزي ، وأبي نعيم ، والشهرستاني . . . لكن الرجل نسب هذا إلى العلاّمة نفسه قائلاً : « وأما قوله . . . » حتى يشكل بالتناقض على زعمه ! ! قال قدس سره : قال عمرو بن أبي المقدام : كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد ، علمت أنه من سلالة النبيين . الشرح : كلام عمرو بن أبي المقدام هذا ، مذكور في ترجمة الإمام عليه السلام في ( تهذيب التهذيب ) و ( تهذيب الأسماء واللغات ) وغيرهما ، كما نقله المعترض نفسه أيضاً . ممّا يدلُّ على اعتنائهم به وبكلامه ، إلا أنهم يتّهمونه بالرفض لتقديمه عليّاً على الشيخين ، ولهذا السبب رفض بعضهم الحديث عنه ! ! انتشار العلوم منه قال قدس سره : وهو الذي انتشر منه . . . . الشرح : وأمّا انتشار العلوم المختلفة منه ، فقد أشار إلى ذلك أبو الفتح عبد الكريم الشهرستاني في كلامه المتقدم ، وقال اليافعي بترجمته : « له كلام نفيس في علوم التوحيد وغيرها . قد ألّف تلميذه جابر بن حيان الصوفي كتاباً يشتمل على ألف ورقة ، يتضمن رسائله وهي خمسمائة رسالة » [1] .