استلزامه الحجر وشعر الفرزدق قال قدس سره : وكان قد حجّ هشام بن عبد الملك ، فاجتهد أن يستلم الحجر فلم يمكنه من الزحام ، فجاء زين العابدين عليه السلام فوقف الناس له ، فقال الفرزدق . . . . الشرح : الفرزدق هو : همام بن غالب الدارمي التميمي البصري ، كنيته : أبو فراس ، ولد سنة 19 ، قدَّمه أئمة الأدب على مثل جرير والأخطل ، وقال بعضهم : « لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب » . اشتهر أخيراً بتجاهره بحبّ أهل البيت عليهم السّلام ودفاعه عنهم . وقصيدته الرائعة المشهورة من أقوى الشواهد على إيمانه بإمامتهم وولايتهم بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله . قال السيد المرتضى : « كان الفرزدق قد نزع في آخر عمره عمّا كان عليه من القذف والفسق ، وراجع طريقة الدّين ، على أنه لم يكن في خلال فسقه منسلخاً عن الدّين جملة ولا مهملاً أمره أصلاً » . وتوفي بالبصرة سنة 110 وقد قارب المائة [1] . رويت هذه القصّة والقصيدة في كثير من مؤلّفات الفريقين ، ونحن نكتفي بذكر عدّة من كتب أهل السنّة فقط : 1 - حلية الأولياء لأبي نعيم الإصفهاني 3 / 139 . 2 - تذكرة خواص الأمة لسبط ابن الجوزي الحنفي : 329 . 3 - وفيات الأعيان لابن خلكان 2 / 200 .
[1] توجد ترجمته في : أمالي المرتضى 1 / 62 ، الأغاني 21 / 299 ، الدرجات الرفيعة : 542 ، معجم الأدباء 7 / 252 ، خزانة الأدب 1 / 202 ، شذرات الذهب 1 / 141 وغيرها .