الوجه الخامس : إن أهل السنّة يجزمون بحصول النجاة لأئمتهم أعظم من جزم الرّافضة ؛ وذلك أن أئمتهم بعد النبي صلّى اللّه عليه وآله هم السّابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار ، وهم جازمون بحصول النجاة لهؤلاء ، فإنهم يشهدون أن العشرة في الجنة ، ويشهدون أن اللّه قال لأهل بدر : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ، بل يقولون إنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة ، كما ثبت ذلك في الصحيح عن النبي صلّى اللّه عليه وآله ، فهؤلاء أكثر من ألف وأربعمائة إمام لأهل السنّة . . . . الوجه السادس : أن يقال : أهل السنّة يشهدون بالنجاة مطلقاً وإما معيّناً ، شهادة مستندة إلى علم . وأمّا الرافضة فإنهم إن شهدوا شهدوا بما لا يعلمون ، أو شهدوا بالزور الذي يعلمون أنه كذب ، فهم كما قال الشافعي رحمه اللّه : ما رأيت قوما أشهد بالزور من الرافضة . . . ! ! فقول الرافضة : لن يدخل الجنة إلاّ من كان إماميّاً ، كقول اليهود والنصارى : لن يدخل الجنة إلاّ من كان هوداً أو نصارى ، تلك أمانيّهم ، قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين . . . ومن المعلوم أن المنتظر الذي يدّعيه الرافضي لا يجب على أحد طاعته . . . » [1] . أقول : فهذا غاية علم ابن تيميّة وتقواه ! ! أمّا الإماميّة ، فإنّهم جازمون بحصول النّجاة لهم ولأئمتهم ، لأنّهم متمسّكون بما أمر النبيّ صلّى اللّه عليه وآله بالتمسّك به ووَعَد بنجاة من فعل ذلك ، في الحديث المقطوع بصدوره منه . ولأنّهم راكبون السّفينة الّتي شبّهها بسفينة نوح في اليقين بنجاة من ركبها ، في الحديث المقطوع بصدوره منه كذلك . أمّا غير الإماميّة ، فبمن تمسّكوا ؟ وبأيّ عهد من رسول اللّه ؟ وكيف يجزمون بالنجاة ؟