الآراء المختلفة من الناس بعد النبي صلّى اللّه عليه وآله قال قدس سره : لأنّه لمّا عمّت البليّة على كافّة المسلمين بموت النبيّ صلّى اللّه عليه وآله واختلف الناس بعده . . . . الشرح : قال ابن تيمية : « قد جعل المسلمين بعد نبيهم أربعة أصناف ، وهذا من أعظم الكذب ، فإنه لم يكن في الصحابة المعروفين أحد من هذه الأصناف الأربعة ، فضلاً عن أن لا يكون فيهم أحد إلا من هذه الأصناف ، إما طالب للأمر بغير حق كأبي بكر في زعمه ، وإما طالب للأمر بحق كعلي في زعمه ، وهذا كذب على علي رضي اللّه عنه وعلى أبي بكر ، فلا علي طلب الأمر لنفسه قبل قتل عثمان ، ولا أبو بكر طلب الأمر لنفسه ، فضلاً عن أن يكون طلبه بغير حق . وجعل القسمين الآخرين إما مقلّداً لأجل الدنيا ، وإما مقلّداً لقصوره في النظر . وذلك أن الإنسان يجب أن يعرف الحق وأن يتّبعه ، وهذا هو الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم من النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين غير المغضوب عليهم ولا الضالّين . . . . وإذا كان الصراط المستقيم لا بدّ فيه من العلم بالحق والعمل به ، وكلاهما واجب ، لا يكون الإنسان مفلحاً ناجياً إلا بذلك ، وهذه الأمة خير الأمم ، وخيرها القرن الأول ؛ أكمل الناس في العلم النافع والعمل الصالح . وهؤلاء المفترون وصفوهم بنقيض ذلك ، بأنهم لم يكونوا يعلمون الحق