أبي بكر فصار إماماً لمّا حصلت له القدرة والسلطان بمبايعتهم » [1] . أقول : سيأتي الكلام حول إمامة عمر كذلك . ولكن نقول هنا : إنهم قد جعلوا الأساس في خلافة عمر : ( نص ) أبي بكر عليه ، ولم يتعرضوا ل ( الاستحقاق ) وادّعوا أيضاً أنه ( بايعه المسلمون ) ولم يتعرّضوا لمخالفة من خالف واعتراض من اعترض وإن كان من ( أهل القدرة ) . . . ولا بدّ من البحث : هل النص عليه من أبي بكر ثابت ؟ وعلى فرضه ، فهل كان له أن يستخلف ؟ وعلى فرضه ، فهل كان عمر مؤهلاً له ؟ وهل أجمع عليه المسلمون كلّهم يقول : هذا إمام ، على حدّ تعبير أحمد الذي استدلّ به الرجل ؟ البيعة لعثمان في الشورى قال قدس سره : ثم عثمان بن عفّان بنصّ عمر على ستّة هو أحدهم ، فاختاره بعضهم . الشرح : هو عثمان بن عفّان بن أبي العاص الأموي ، ولد - كما في تاريخ الخلفاء [2] - في السنة السّادسة من الفيل ، وأسلم بعد أبي بكر ، واستخلف ببيعة عبد الرحمن بن عوف في الشورى ، ثم كان عبد الرحمن من المقاطعين لعثمان مع أعلام المهاجرين والأنصار لأمور كثيرة نقموها عليه ، حتى قاموا ضدّه وقتل في سنة خمس وثلاثين . وأهل الشورى هم : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وعثمان بن عفان ، وطلحة بن عبيد اللّه ، والزبير بن العوّام ، وسعد بن أبي وقّاص ، وعبد الرحمن بن عوف . نعم اختاره بعضهم ، لكن عمر كان قد أوصى أنه إذا اختلف القوم كان القول قول الذين يكون فيهم عبد الرحمن بن عوف ؛ لعلمه بأن عبد الرحمن لا يختار عليّاً عليه
[1] منهاج السنة 1 / 532 . [2] تاريخ الخلفاء : 147 .