قال قدس سره : ذهبت الإمامية إلى أن اللّه تعالى عَدْلٌ حكيمٌ لا يفعل قبيحاً ولا يُخِلُّ بواجب ، وأن أفعاله إنما تقع لغرض صحيح وحكمة ، وأنه لا يفعل الظلم ولا العبث ، وأنه رؤوف بالعباد يفعل بهم ما هو الأصلح لهم والأنفع ، وأنه تعالى كلّفهم تخييراً لا إجباراً ، ووعدهم بالثواب وتوعّدهم بالعقاب على لسان أنبيائه ورسله المعصومين عليهم السّلام ، بحيث لا يجوز عليهم الخطأ ولا النسيان ولا المعاصي ؛ وإلاّ لم يبق وثوق بأقوالهم . . . . الشرح : الإشارة إلى أصول الدين عند الإمامية اعترض ابن تيمية على التعرّض لمسائل القدر ونحوها : بأن « إدخال مسائل القدر والتعديل والتجويز في هذا الباب كلام باطل من الجانبين ؛ لأنها مسائل لا تتعلّق بالإمامة . . . » [1] . قلت : صحيح أن هذه المسائل لا علاقة لها مباشرة بالإمامة ، ولذا لم يتعرّض لها العلاّمة في هذا الكتاب ولم يفصّل الكلام في إثباتها فيه ، فإنه مُصنَّفٌ في الإمامة ، غير أنه أشار إلى تلك المسائل هنا مقدّمة للقول بوجوب نصب الإمام على اللّه تعالى ، فإن