قلنا : قد أشرنا إلى أن الإمامة نيابة النبوّة ، والنبوّة من اللّه ، كما أشرنا من قبل إلى أن الإمامة أهمّ المطالب في أحكام الدين ، والدين هو الإيمان بالتوحيد والرسالة ، فسقط السؤال المذكور . قال قدس سره : وقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : « من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية » . الشرح : حديث : « من مات . . . » من أصحّ الأحاديث المتّفق عليها ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، وهذا أحد ألفاظه ، وهو موجود في كتب الفريقين [1] ، وله ألفاظ أخرى ، ولا بدّ أن ترجع كلّها إلى معنى واحد ومقصد فارد ، وهو ما صرّح به ونصّ عليه اللّفظ الأول . فتأمّل . كقوله : « من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية » . وقوله : « من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية » . وقوله : « من مات وليس عليه طاعة إمام مات ميتة جاهلية » . وقوله : « من خرج من الطّاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية » . وقوله : « من فارق الجماعة شبراً فمات فميتته جاهلية » [2] . وهذا الحديث أحد الأدلّة النقلية على أن الإمامة « أحد أركان الإيمان . . » مع أدلّة عقلية ونقلية أخرى مذكورة في مظانّها .
[1] راجع من كتب أهل السنّة : شرح المقاصد 2 / 275 وشرح العقائد النسفيّة : 232 . [2] مسند أحمد 1 / 297 و 310 و 2 / 70 و 83 و 94 و 123 و 154 و 3 / 445 و 446 و 4 / 96 . صحيح مسلم 6 / 21 ، 22 . مجمع الزوائد 1 / 324 و 5 / 218 و 223 و 224 و 225 .