يقتات به ، فلو كان أبو بكر غنياً لكفى أباه ! وكان أبو بكر في الجاهلية معلّماً للصبيان ، وفي الإسلام كان خيّاطاً ، ولمّا ولي أمر المسلمين منعه الناس من الخياطة فقال : إني أحتاج إلى القوت ! فجعلوا له في كلّ يوم ثلاثة دراهم من بيت المال ! والنبي صلّى اللّه عليه وآله كان قبل الهجرة غنياً بمال خديجة ، ولم يحتج إلى الحرب وتجهيز الجيوش ، وبعد الهجرة لم يكن لأبي بكر شيء البتة على حال من الأحوال ! ثم لو أنفق ، لوجب أن ينزل فيه قرآن كما نزل في علي : هَلْ أَتَى . . ومن المعلوم أن النبي صلّى اللّه عليه وآله كان أشرف من الذين تصدّق عليهم أمير المؤمنين عليه السلام والمال الذي يدّعون إنفاقه كان أكثر ، فحيث لم ينزل شيء دلَّ على كذب النقل . وأمّا تقدّمه في الصلاة . فخطأ ، لأن بلالاً لمّا أذّن بالصّلاة أمرت عائشة أن يقدّم أبو بكر ، فلما أفاق النبي صلّى اللّه عليه وآله سمع التكبير فقال : من يصلّي بالناس ؟ فقالوا أبو بكر فقال : أخرجوني ! فخرج بين علي عليه السلام والعباس فنحَّاه عن القبلة وعزله عن الصّلاة ، وتولّى هو الصّلاة . فهذا حال أدلّة هؤلاء ! فلينظر العاقل بعين الإنصاف ويقصد طلب الحق دون اتباع الهوى ، ويترك تقليد الآباء والأجداد ، فقد نهى اللّه تعالى في كتابه عن ذلك ، ولا تلهه الدنيا عن إيصال الحق إلى مستحقه ، ولا يمنع المستحق عن حقه . فهذا آخر ما أردنا إثباته في هذه المقدمة ، واللّه الموفق للصواب . فرغت من تسويده في جمادى الأولى من سنة تسع وسبعمائة بناحية خراسان ، وكتب حسن بن يوسف المطهر مصنف الكتاب . والحمد للّه رب العالمين وصلى اللّه على سيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين