وأيضاً ، فإن القرآن حيث ذكر إنزال السكينة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، شرَك معه المؤمنين ، إلاّ في هذا الموضع ، ولا نقص أعظم منه . وأمّا قوله تعالى : ( وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى الَّذِي . . . ) . فإن المراد به أن أبا الدحداح حيث اشترى نخلة شخص لأجل جاره ، وقد عرض النبي صلّى اللّه عليه وآله على صاحب النخل نخلة في الجنة فأبى ، فسمع أبو الدحداح فاشتراها ببستان له ووهبها للجار ، فجعل له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بستاناً عوضها في الجنة . وأمّا قوله تعالى : ( سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ ) . فإنه أراد الذين تخلّفوا عن الحديبية ، والتمس هؤلاء أن يخرجوا إلى غنيمة خيبر فمنعهم اللّه بقوله : ( قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا . . ) الآية ، لأنه تعالى جعل غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية ثم قال : ( قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ . . ) يريد أنه سندعوكم فيما بعد إلى قتال قوم أولي بأس شديد ، وقد دعاهم النبي صلّى اللّه عليه وآله إلى غزوات كثيرة ، كمؤتة وحنين وتبوك وغيرها ، وكان الداعي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله . وأيضاً ، جاز أن يكون عليّا عليه السلام حيث قتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، وكان رجوعهم إلى طاعته إسلاماً لقوله : « يا علي حربك حربي » ، وحرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله كفر . وأمّا كونه أنيسه في العريش يوم بدر . فلا فضل فيه ، لأن النبي صلّى اللّه عليه وآله كان أنسه باللّه تعالى مغنياً له عن كلّ أنيس ، لكن لما عرف النبي صلّى اللّه عليه وآله أن أمره لأبي بكر بالقتال يؤدي إلى فساد الحال ، حيث هرب عدّة مرّات في غزواته . فأيُّما أفضل : القاعد عن القتال أو المجاهد بنفسه وماله في سبيل اللّه ؟ وأمّا إنفاقه على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله . فكذبٌ ، لأنه لم يكن ذا مال ، فإن أباه كان فقيراً في الغاية ، وكان ينادي على مائدة عبد الله بن جدعان بمُدّ في كلّ يوم