responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 79


العين والأذن والأنف ، ولذا قيل : ( من فقد حسا فقد علما ) . إذن ، القول بأن النفس ترى بواسطة العين ليس بأولى من القول بأن العين ترى بواسطة النفس ، أو لا أقل من إسناد الاحساس إليهما معا ، واعتبارهما جزأين لجوهر واحد ، يتحدان اتحاد الهيولى والصورة .
الجواب :
إن النفس هي التي تتصرف بالجسم وأعضائه ، ولا عكس ، فأنت بنفسك إن شئت نظرت وشممت وسمعت ولمست وفعلت ، وإن لم تشأ لم يكن من ذلك شئ ، فالسلطان للنفس على الأعضاء ولا سلطان للأعضاء على النفس بحال .
ومن هنا كانت هي الفاعل حقيقة ، وكان الجسم آلة وأداة لا غير ، تماما كما هي الحال في النجار وآلاته ، والفرق بينهما : أن تعلق النفس بالبدن طبيعي ذاتي ، وتعلق النجار بآلاته عرضي خارجي .
وبهذا يتبين معنا أن تعلق النفس بالبدن تعلق التدبير والتصرف من غير أن تكون جزءا منها ، أو يكونا جزأين لكل . أما القول الشائع من أن الإنسان مركب من جسم وروح فلا يحمل على حقيقته ، وإنما المراد منه أن للانسان روحا قائمة بذاتها ، وتعرف بآثارها ، كما أن له جسما نعرفه بالمشاهدة والعيان .
مع الماديين ثانية .
أشرنا في فصل ( تجريد النفس ) إلى قول الماديين ، وذكرنا ما يرد على قولهم من المحاذير ، والأدلة التي تثبت وجود النفس وتجردها عن المادة ونعود الآن لنستقبل آراءهم مرة ثانية ، ونشير إلى ما فيها بتجرد ليكون المشايعون لهم على بينة من أخطائهم وأوهامهم .
قال ( هو بس وهيوم ) ، وغيرهما من أئمة الماديين وأقطابهم : ( إن

79

نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست