responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 73


صلحت الحياة ، واستقامت الصحة وحسنت الأخلاق ، وإن اضطربا وتنافرا ، اضطراب كل شئ في الحياة .
والعبرة في كل ذلك ، بدراسة النفس ، ثم بحسن سياستها وعرفان نزعاتها وما فيها من مواضع القوة ومواضع الضعف ، لا سيما وإن فقه الإنسان أحوال نفسه وأنفس المحيطين به ، من أهل بيئته ومن معاشريه .
وقد صنع سقراط حسنا ، إذ بنى فلسفته على الحكمة الذهبية القائلة :
( اعرف نفسك ) معتبرا إياها وحيا سماويا .
وللنفس عند أئمة التصوف الشأن الأكبر - في سلوكهم ، وفي تربية تلاميذهم ، وفي سائر علومهم ومعارفهم وأحوالهم ومقاماتهم - وهي عندهم حجر الزاوية في الموضوع ، والمصباح الذي يضئ لهم سبيل الوصول إلى الله ، أو الحجاب الأعظم الذي يحجب عن الوصول إليه .
وأما في التعاليم الدينية ، فلها المكان الأول ، وهي والقلب في تعبير تلك التعاليم معنيان مترادفان .
وأما تعريف النفس . ولنسمها الذات ، لأن ذلك اسمها العلمي ، فهو من معضلات المسائل بعد ذات الله وحقيقة الوجود ، والكلام فيها سر من الأسرار التي لا تتحملها كل العقول .
وقد يعبر عنها في لغة الدين : بالقلب كما تقدم ، أو بالروح . وفي الفلسفة : بالنفس أو الذات ، وهكذا يسميها علم النفس ، لأنه وليد الفلسفة :
وهي عند الجميع : مقومة الحياة ، ومصدر الكفايات ، كالوجدان ، والوعي ، والإدراك العقلي والحسي . وأما حقيقتها فمما تضاربت فيها الأفكار قديما وحديثا ، - ككل حقيقة غيبية لا يعلم علمها إلا الله ) . [1]



[1] كتاب الوجود .

73

نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست