responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 72


وقت واحد . بيد أن عرفانها واجب على كل كائن ذي وعي وتمييز وبصيرة ، لأنها مصدر سائر المعارف والعلوم حتى العلم بالله .
أما الجهل بها وبأحوالها وبسياستها ، فهو نبع كل ضعف ، وكل نقص وكل خيبة ، في هذه الحياة وفي الحياة الآجلة .
وفوق هذا وذاك ، فإن معرفة النفس سر القوة والسعادة والانسجام مع الحياة ، لأن النفس هي المجلي الأعظم لسائر ألوان المعرفة ، من علم وفلسفة وفن ودين .
ولا معنى لكل ذلك إلا أن تكون النفس الإنسانية : مهبط الهدى والخير والعلم والحكمة . أو أن مثار الجهل والضلال والشقاء والشر .
كيف لا ! والنفس أس كل قوة وكل ضعف يبدوان في الإنسان .
وهي مبعث كل صلاح أو فساد يطرآن على ذلك الكائن البشري . ثم يقوم على سلامة النفس أو سقمها توازن الشخصية الإنسانية أو اضطرابها . فهي مقياس صحة الإنسان أو مرضه ، وسعادته أو شقائه ، وصلاحه أو طلاحه .
وإذن ، فالعلم بالنفس يقدم على كل علم كما ، أن الجهل بها يذهب بثمار كل معرفة .
أو ليست النفس مبعث وملتقى الايحاء بالرفعة أو الضعة ، والاقتدار أو العجز ، والخير أو الشر ، والإيمان أو الكفر ، في وقت واحد وفي شخصية واحدة وهل تطيب للانسان حياة إذا فقدت نفسه ألفتها وانسجامها ، فاضطربت وتبلبلت ؟ وهل يصفو له عيش إلا إذا صحت نفسه فتوازنت وهدأت واطمأنت ؟
حقا إن بين النفس والجسد ، لتقابل وتكافؤ في التأثير والتأثر المتبادلين - قوة وضعفا ، وصحة ومرضا - ولكن أشدهما سيطرة ، وأعظمهما تأثيرا في الحالين ، هي النفس دون الجسد . فإذا انسجما - النفس والجسد - وتعاونا ،

72

نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست