responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 57


السماوات وما في الأرض جميعا منه ) ويقول سبحانه في موضع آخر : ( قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون ، قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون . ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ) .
ولكن الناس أمام هذه النعم وغيرها قليلا ما يشكرون . قال سبحانه :
( إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون ) ومنفعة الشكر لا تعود على الله ، فإنه لا ينتفع بشكر الشاكرين ، ولا يتضرر بكفر الكافرين ، وإنما منفعة الشكر عائدة على الشاكرين ، فهو يطهر النفوس ويقربها من الله ، ويوجه إرادتها إلى الوجهة الصالحة في إنفاق النعم في وجوهها المشروعة : ولهذا يقول سبحانه : ( ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ، ومن كفر فإن الله غني حميد ) .
أما كفران النعم فيعرضها للزوال ، لأنها تجعل المرء غير مبال بما يعمل ويبدد الثروة بدون منفعة ، ويتلف ما أنعم الله به عليه من نعم الصحة والعافية ويسير على غير المنهج الذي رسمه له الخالق ، فيؤدي به إلى غضب الله والبعد عن رحمته .
والقرآن يخبر بأن خراب الأمم كان سببه كفران النعم ، وعدم الشكر لله تعالى . قال سبحانه : ( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) .
وذكر القرآن قصة قوم سبأ ( لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور . فأعرضوا

57

نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست