responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 45


عوالمها المادية والروحية والحية وغير الحية والعاقلة ، وغير العاقلة ، وهذه التماثيل الثلاثة تشير إلى أقانيم ثلاث هي في الحقيقة إله واحد . فصرخ الناس وقالوا : ما لنا ولهؤلاء المجانين ، وأخذوا يتنادون من يعلم شيئا عن حقيقة صانع الشجرة فليتقدم .
وهنا تقدم جماعة آخرون من التلاميذ ، وأشاروا إلى النار قائلين ، هي التي صنعت الشجرة فقال آخرون : كذبوا بل الذي صنعها ، الروح الحالة في هذا الفيل الأبيض . وقال آخرون : بل الروح الأزلية التي حلت في بوذا هذا . وقال آخرون : كذبتم بل هذه ، وأشار إلى الروح الحالة في طبيعة اليابان وجبالها وأوديتها كما هو ماثل في الشجرة . . .
وهنا أعرض جماهير المشاهدين عنهم ، وطفقوا يضحكون قائلين : هل نحن في ( مارستان ) أتلاميذ أي مجنون هؤلاء ؟ ؟ ! !
ثم قال حكيم من حكماء الجماهير المحتشدين : ما لكم يا قوم نسألكم عن صانع الشجرة ، لا عن الأشياء المكونة منها الشجرة ، فكيف تشيرون إلى الصنعة ، وتقولون هي الصانع ، فبرز تلميذ كأنه فيلسوف كبير وقال :
إن كل جزء من أجزاء الشجرة المادية والمعنوية ، هو الذي صنع الشجرة ، أي أن الشجرة هي التي صنعت نفسها ، وليس لها صانع سواها . فأخذ المحتشدون يضحكون على عقليات التلاميذ السخيفة ونظراتهم الواهمة ووزنهم الخفيف الخفيف .
وحينئذ أدرك جماعة من الحكماء أن التلاميذ ما قالوا الذي قالوه إلا لغاية مقصودة ، وأدركوا أن في المسألة سرا ، إذ التلاميذ ليسوا بمجانين ولا مخبولين ، لذلك قالوا علمنا يقينا أن الصنعة غير الصانع ، هلموا فاطلبوا صانع الشجرة ليكلم الجماهير . فذهب التلاميذ جميعا ، حين رأوا الجد في طلب الصانع

45

نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست