responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 414


وكذلك ( أرسطو ) و ( أفلاطون ) و ( فيثاغورس ) و ( أرخميدس ) و ( أقليدس ) وغيرهم من الحكماء الذين كانوا معلمين هذبوا اليونان القديم وكونوا له مدنية هي أساس حضارات الأمم التي لا نزال نشاهد آثارها وعظمتها إلى اليوم .
فالمعلم الذي يضحي بنفسه وهو يعاين الجراثيم الفتاكة ليعلم تأثيرها إلى تلاميذه ، وينشر مفعولها إلى شعبه ، وجب أن يكون أعلى مقاما من المتفاني بماله من المحسنين ، إذ أن الاحساس ينحصر بجزء من الشعب بينما العلم يشمل الكل .
ولذلك جاءت الكتب السماوية والأحاديث الشريفة وأقوال العظماء المأثورة حاثة على العلم والتعليم .
المعلمون قادة الرأي العام ومنقذوا الشعوب من الموت الأدبي ، فإليهم ترجع الأمور ومن آرائهم الصائبة تستنبط المعضلات وتعرف الرموز والمشكلات وتسن القوانين .
إن أهم وظيفة يقوم بها المعلمون هي غرسهم بذور الأخلاق الطيبة في النفوس ، تلك الأخلاق التي عليها مدار جميع الأعمال ، وبدونها لا يتمكن البشر من أن يسير سيرا حسنا مهما علت منزلته وسمت رفعته .
فكر فيما قاله النبي محمد ( ص ) - معلم الأمم الحكم - في خطبة له :
كأن الموت فيها على غير ناقد كتب ، وكأن الحق فيها على غيرنا قد وجب إلى أن قال : طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ، طوبى لمن أنفق مالا اكتسبه بغير معصية ، طوبى لمن زكت وحسنت خليقته وطابت سريرته ، وعزل عن الناس شره ، طوبى لمن أنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله ) .
تجد الصراحة متجلية أمام عينيك ثم تعمق في المعاني التي تنطوي عليها

414

نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 414
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست