responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 398


وكان في وسط قصره بركة عظيمة لها مخترق إلى الماء في دجلة ، وفي المخترق شباك حديد ، فسلمت عليه وهو مقبل على الماء والخدم والغلمان قد انتشروا إلى تفتيش الماء وهو كالواله ، فقال لي : ( وقد ثنيت بالسلام وكررت ) لا تؤذوني فمقرطتي قد ذهبت في البركة إلى دجلة . ( والمقروطة سمكة كانت قد صيدت له وهي صغيرة فقرطها حلقتين من ذهب فيهما حبتا در ) قال : فخرجت وأنا مؤيس من فلاحه ، وقلت لو ارتدع من وقت لكان هذا الوقت ) . ( قال الفضل بن الربيع ( أيام الرحب بين الأمين والمأمون ) في كلام يذكر فيه الأمين ويصفه بالعجز : ينام نوم الظربان وينتبه انتباهة الذئب ، همه بطنه ولذته فرجه ، لا يكفر في زوال نعمة ولا يروي في إمضاء رأي ولا مكيدة ، قد شمر له عبد الله عن ساقه وفوق له أشد سهامه ، يرميه على بعد الدار بالحتف النافذ والموت القاصد ، قد عبأ له المنايا على متون الخيل ، وناط له البلايا بأسنة الرماح وشفار السيوف ، فكأنه هو قال هذا الشعر ، ووصف به نفسه وأخاه :
يقارع أتراك ابن خاقان ليله * إلى أن يرى الأصباح لا يتلثم فيصبح من طول الطراد وجسمه * نحيل وأضحى في النعيم أصمم وهمي كأس من عقار وقينة * وهمته درع ورمح مخذم فشتان ما بيني وبين ابن خالد * أميته في الرزق الذي الله يقسم ) ( 1 ) وكان المستعصم ( آخر الخلفاء العباسيين ) شديد الكلف باللهو واللعب وسماع الأغاني ، لا يكاد مجلسه يخلو من ذلك ساعة واحدة ، وكان ندماؤه وحاشيته جميعهم منهمكين معه على التنعم واللذات ، لا يراعون له صلاحا . وفي بعض الأمثال : ( الخائن لا يسمع صياحا ) وكتبت له الرقاع من العوام وفيها ( 1 ) الرابع من شرح ابن أبي الحديد .

398

نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 398
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست