< فهرس الموضوعات > رسول الله ( ص ) والمشورة < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > الطقطقي ورأيه في مشورة الرسول ( ص ) < / فهرس الموضوعات > ومعرفة الأمور . ولا ينبغي أن تمنعه عزة السلطان من إيناس المستشار به ، وبسطه واستمالة قلبه ، حتى يمحضه النصيحة ، فإن أحدا لا ينصح بالقسر ، ولا يعطي نصيحته إلا بالرغبة . وما أحسن قول الشاعر في هذا المعنى : أهان وأقصى ثم يستنصحونني ومن ذا الذي يعطي نصيحته قسرا قال الله تعالى : ( وشاورهم في الأمر ) . وكان رسول الله ( ص ) يشاور أصحابه دائما . لما كانت وقعة بدر ، خرج ( ص ) من المدينة في جماعة من المسلمين ، فلما وصلوا بدرا نزلوا على غير ماء ، فقام إليه رجل من أصحابه ، وقال : يا رسول الله نزولك ها هنا شئ أمرك الله به أو هو من عند نفسك ؟ قال : بل هو من عند نفسي ، قال : يا رسول الله إن الصواب أن ترحل وتنزل على الماء فيكون الماء عندنا فلا نخاف العطش ، وإذا جاء المشركون لا يجدون ماء فيكون ذلك معينا لنا عليهم . فقال رسول الله ( ص ) : صدقت ، ثم أمر بالرحيل ونزل على الماء . قال ( الطقطقي - في الآداب السلطانية - : ( اختلف المتكلمون في كون الله تعالى أمر رسوله بالاستشارة مع أنه أيده ووفقه ، وفي ذلك أربعة وجوه . أحدها : أنه ( ص ) أمر بمشاورة الصحابة استمالة لقلوبهم وتطييبا لنفوسهم . الثاني : أمر بمشاورتهم الحرب ، ليستقوى له الرأي الصحيح فيعمل عليه . الثالث : أنه أمر بمشاورتهم لما فيها من النفع والمصلحة . الرابع :