responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 334


لاختبار مدى الطاعة لله ، والاتصال بالله ، والاستسلام لفرائضه أيا كان فيها من الحرمان ، إيثار لما عند الله من المتاع .
هذا بالإضافة إلى أن الصوم - كما نبه الإمام - صلوات الله وسلامه عليه - حجاب صفيق بين الإنسان وبين الوقوع في الخطأ ، كما يحول بين المرء وبين أن يتبع هواه عن طريق لسانه وسمعه وبصره وفرجه وبطنه .
وليس هذا الحديث : ( الصوم جنه من النار ) غريبا علينا إذا علمنا بأن الصوم هو نفسه أداة لإماتة الشهوة وإطفاء جذورها الملتهبة ، وربما نجد سبيلا لأن نربط بين جوع المعدة وخلوها من الطعام ، وكذلك بين الظمأ وبين إماتة الشهوة وإطفائها فقد يمكن القول أن كثيرا من أسباب الشهوة المتقدة يرجع إلى امتلاء البطن وشبعها ، وإلى الري الكامل الذي لا ظمأ معه .
ولا ريب أن تقليل المأكول نافع للنفس والأخلاق ، والتجربة قد دلت عليه لأنا نرى المكثر من الأكل يغلبه النوم والكسل وبلادة الحواس وتبخر المأكولات الكثيرة أبخرة كثيرة فتتصاعد إلى الدماغ فتفسد القوى النفسانية . وأيضا فإن كثرة المأكل تزيل الرقة وتورث القساوة والسبعية ، والقياس أيضا يقتضي ذلك ، لأن كثرة المزاولات سبب لحصول الملكات ، فالنفس إذا توفرت على تدبير الغذاء وتصريفه كان ذلك شغلا شاغلا لها وعائقا عظيما عن انصبابها إلى الجهة الروحانية العالية ، ولكن ينبغي أن يكون تقليل الغذاء إلى حد يوجب جوعا قليلا فإن الجوع المفرط يورث ضعف الأعضاء الرئيسية واضطرابها واختلال قواها ، وذلك يقتضي تشوش النفس واضطراب الفكر واختلال العقل ، ولذلك تعرض الأخلاط السوداوية لمن أفرط عليه الجوع ، فإذن لا بد من إصلاح أمر الغذاء بأن يكون قليل الكمية كثير الكيفية ، فتؤثر قلة كميته في أنه لا يشغل النفس بتدبير الهضم عن التوجه إلى الجهة العالية الروحانية ، وتؤثر

334

نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 334
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست