responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 318


حيث قال تعالى : ( ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل ، وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ، ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله ، فما رعوها حق رعايتها ، فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون ) .
ولما جاء الرسول الأعظم محمد ( ص ) بشريعة الإسلام التي تدعو إلى العمل وتعتبر كل أعمال الإنسان المشروعة في الحياة عبادة ، إذا قصد بها الطاعة ورضاء الله ، وحرم الله على الناس البطالة والكسل والتسول والاستجداء إن كانوا قادرين على العمل . أراد سبحانه وتعالى أن لا يحرمهم من عمل يحصلون به على الثواب ، ثواب الرهبانية خلال فترات قصيرة ، فدعاهم إلى الحج ، إلى بيته الحرام ، وصاغه في قالب يقضي به الإنسان على شهوات النفس ، ويوجهها إلى طاعة الله ابتغاء مرضاة الله ، إذ فيه أتعاب للجسم ، وتقشف في المظهر ، وكف عن الزينة ، وصبر عن الشهوة الجنسية .
وفيه بذل للمال الذي هو أغلا شئ عند الإنسان في الحياة بغير مقابل إلا رضاء الله ، وفيه منتهى الطاعة والانقياد بإقامة شعائر لا يدرك غالبا كنهها ولا يعلم أسرارها ، بل ربما كان في إتيانها ما يدعو إلى الاستغراب لو لم يكن بأمر رب العالمين .
فالحج بهذا الاعتبار رهبانية حقة لله ، لأنه يقضي على روح التمرد في ابن آدم عن تقي وطاعة ، وإذعان لله بالعظمة والسيادة ، إذ يقف المسلم إلى جانب من هو أرفع منه مقاما وأكثر مالا ، بزي واحد من غير تفريق في صعيد واحد ( هو جبل عرفات ) في موقف تتجلى فيه العبودية لله بأقصى معانيها يلهجون إليه بالتلبية والدعوات بمختلف اللغات ، ويسألونه الرحمة والغفران وقضاء الحاجات ، وينفذون من المناسك ما لا يفقهون لفعلها معنى سوى الطاعات

318

نام کتاب : شرح رسالة الحقوق نویسنده : الإمام زين العابدين ( ع )    جلد : 1  صفحه : 318
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست