نام کتاب : شرح المواقف نویسنده : القاضي الجرجاني جلد : 1 صفحه : 95
لا حقيقته إذ لا طلب فيهما أصلا كما لا إرادة قطعا ( فإذن هو ) أي المعنى النفسي الذي يعبر عنه بصيغة الخبر والأمر ( صفة ثالثة ) مغايرة للعلم والإرادة ( قائمة بالنفس ثم نزعم أنه قديم بامتناع قيام الحوادث بذاته تعالى ) قال المصنف ( ولو قالت المعتزلة إنه ) أي المعنى النفسي الذي يغاير العبارات في الخبر والأمر هو ( إرادة فعل يصير سببا لاعتقاد المخاطب علم المتكلم بما أخبر به أو ) يصير سببا لاعتقاده ( إرادته ) أي إرادة المتكلم ( لما مر به لم يكن بعيدا ) لأن إرادة الفعل كذلك موجودة في لخبر ولأمر ومغايرة لما يدل عليها من الأمور المتغيرة والمختلفة وليس يتجه عليه أن الرجل قد يخبر بما لا يعلم أو يأمر بما لا يريد وحينئذ لا يثبت معنى نفسي يدل عليه بالعبارات مغايرة للإرادة كما تدعيه الأشاعرة ( لكني لم أجده في كلامهم ) بل الموجود فيه أن مدلول العبارات في الخبر راجع إلى العلم القائم بالمتكلم في الأمر راجع إلى إرادة لمأمور به وفي النهي إلى كراهة المنهي عنه فلا يثبت كلام نفسي مغاير لباقي الصفات وقد مر ما فيه ( إذا عرفت هذا ) الذي قررناه لك ( فاعلم أن ما تقول المعتزلة ) في كلام الله تعالى ( وهو خلق الأصوات والحروف ) الدالة على المعاني المقصودة ( وكونها حادثة قائمة ) بغير ذاته تعالى ( فنحن نقول به ولا نزاع بيننا وبينهم في ذلك ) كما مر آنفا ( وما نقوله ) نحن ونثبته ( من كلام النفس ) المغاير لسائر الصفات ( فهم ينكرون ثبوته ولو سلموه لم ينفوا قدمه ) الذي ندعيه في كلامه تعالى ( فصار محل النزاع ) بيننا وبينهم ( نفي لمعنى ) النفسي ( وإثباته فإذن الأدلة الدالة على حدوث لألفاظ إنما تقيدهم بالنسبة إلى الحنابلة )
95
نام کتاب : شرح المواقف نویسنده : القاضي الجرجاني جلد : 1 صفحه : 95